نظمت كلية الإعلام في جامعة الأقصى بالشراكة مع قسم اللغة الفرنسية بالجامعة، والمعهد الفرنسي بغزة ورشة عمل استضافت خلالها الصحفي الفرنسي صمويل فوري، بحضور عميد كلية الإعلام د. غسان حرب، ورئيس قسم اللغة الفرنسية بالجامعة د. محمد يونس، ومدير المعهد الفرنسي بغزة السيد فرانسوا تيجر، وعدد من المحاضرين والعاملين في جامعة الأقصى، والمعهد الفرنسي، بالإضافة لعدد من الإعلاميين الفلسطينيين والفرنسيين ولفيف من طلبة كلية الإعلام وقسم اللغة الفرنسية.
واستهل الجلسة د. حرب مرحباً بالضيوف مثنياً على هذا التعاون بين الجامعة والمعهد الفرنسي، والذي من شأنه أن يرتقي بقدرات الطلبة وينمي مهاراتهم، من خلال التواصل مع الإعلاميين الفرنسيين والدوليين الذين كان لهم تجارب في تغطية الصراعات والحروب في المنطقة العربية.
ونوه د. حرب على سعي كلية الإعلام وجامعة الأقصى المتواصل من أجل دمج الطلبة بسوق العمل وتوفير فرص التدريب المختلفة، وتنفيذ الدورات العملية، أو ورش العمل التي تسمح لهم بالاحتكاك بالصحفيين الممارسين وأصحاب الخبرات.
بدوره عبر السيد تيجر عن سعادته بالشراكة بين المعهد الفرنسي وجامعة الأقصى، كلية الإعلام على وجه الخصوص، واصفاً إياها بالتعاون المثمر، الذي يعزز العلاقة بين البلدين، ويقوي جسور الحوار، مؤكداً أن المستقبل سيحمل الكثير من المشاريع المشتركة بين الطرفين.
من جهته تحدث الصحفي فوري عن تجربته في تغطية الصراعات في الشرق الأوسط والتي بدأت بغزو العراق عام 2002/2003م، حيث شارك بتغطية الأحداث هناك، وامتدت تغطيته لعدة مناطق أخرى، في تركيا، ومصر التي غطى فيها أحداث الربيع العربي، بالإضافة إلى تغطيته أحداث القضية الفلسطينية في الضفة والقطاع.
ونوه فوري إلى أن أول تغطياته في قطاع غزة التي كانت لمجزرة عائلة الدلو عام 2012م والتي راح ضحيتها 12 فرداً من عائلة واحدة، جلهم من الأطفال والنساء تم قتلهم دون مبرر، واستنكر فوري سياسة إبادة المدنيين بحجة وجود فرد مطلوب من بين أفراد هذه العائلة.
وأشار فوري إلى أنه شارك عائلة غزية حياتها خلال فترات الحرب، ونقل كل التفاصيل للجمهور الفرنسي، بدايةً من الحياة البسيطة التي تعيشها العائلة في ظل القصف والموت المنتشر في كل مكان، وحتى الزخارف الصغيرة التي تزين جدران منزلهم، وتبادل وجبات الطعام المتواضعة بين الجيران.
وأكد فوري أن هذه القصص البسيطة هي التي تؤثر بالناس، أكثر من القصص المحبوكة، مبيناً أنه سعى دائماً ليكون قريباً من الحقيقة، رغم صعوبة مهنة الصحافة.
وأضاف فوري أنه اختار أن يكون في القدس حالياً لتغطية الأحداث هناك، منوهاً إلى أن بشرته ولون عينيه الأوروبية توفر له بعض التسهيلات لا تتوفر للصحفيين المحليين، لكن هذا الأمر لا يحدث دائماً، مبيناً أنه يحرص دائماً على جمع المعلومات الحية من مصادرها الأصلية، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالمدنيين والمواطنين العزل.
وفي ختام الورشة تم فتح باب الأسئلة والنقاش بين الطلبة والصحفي الذي أجاب على كثير من تساؤلاتهم.