أفاق التعاون الجامعي والبحثي بين جامعة الأقصى والجامعات الفرنسية
مقدم من د.زياد حسن مدوخ
أستاذ مساعد
رئيس قسم اللغة الفرنسية-جامعة الاقصى
مداخلة في ورشة العمل لشؤون العلاقات الدولية-جامعة الأقصى
حول سبل تعزيز التعاون مع الجامعات الخارجية
الثلاثاء 17 أبريل 2018
مقدمة
1. اتفاقيات التعاون و التوأمة الموجودة حالياً مع الجامعات الفرنسية
2. المنح الجامعية و مشاريع البحث العلمي المقدمة من القنصلية الفرنسية بالقدس
3. جمعيات و مؤسسات ناطقة باللغة الفرنسية تدعم التعليم الجامعي في فلسطين
4. آفاق مستقبلية لتعزيز الشراكة و اتفاقيات التوأمة
5. الصعوبات و المعيقات الموجودة حاليا
خلاصة
مقدمة
منذ تأسيس قسم اللغة الفرنسية بجامعة الأقصى يحاول القسم جاهداً تطوير العلاقات ما بين جامعة الأقصى و الجامعات الفرنسية و الناطقة باللغة الفرنسية بالإضافة إلى علاقاته المميزة مع القنصلية الفرنسية بالقدس التي ساعدت في الحصول على عشرات المنح اللغوية والتربوية لطلبته ومحاضريه، كذلك محاولة تعزيز التعاون مع الجمعيات الفرنسية التي تدعم التعليم الجامعي في فلسطين.
و قد نجح القسم في توقيع الجامعة العديد من اتفاقيات التوأمة مع عدة جامعات فرنسية، كما استفاد القسم بمحاضرين و طلبة من المنح و مشاريع البحث العلمي التي تطرحها القنصلية الفرنسية بالقدس, والجمعيات والمنظمات الناطقة باللغة الفرنسية.
و حاول القسم جاهداً نسج علاقات بين مختلف عمادات الجامعة و الشركاء الفرنسيين.
أولا: اتفاقيات التعاون و التوأمة الموجودة حالياً
نجح قسم اللغة الفرنسية و بعد عدة لقاءات و زيارات بتوقيع اتفاقية توأمة ما بين جامعة الأقصى و جامعة باريس 8 [1]الفرنسية التي وقعت عام 2007 و تجدد كل ثلاث سنوات، و كان آخرها تجديد هذه الاتفاقية في العام 2018 وهذا رغم جميع الظروف السائدة في الجامعة و في قطاع غزة بشكل عام في الفترة الماضية.
و قد استفاد العديد من محاضري و طلبة قسم اللغة الفرنسية من بنود هذه الاتفاقية (تحضير دكتور زياد مدوخ شهادة الدكتوراة في هذه الجامعة في العام 2009، و تسجيل أربع خريجين من القسم في جامعة باريس 8 الفرنسية رغم أنهم للأسف لم يواصلوا تعليمهم لظروف خاصة بهم)، كما تم استضافة دكتور زياد مدوخ كأستاذ زائر في هذه الجامعة في العام 2007. وقد كانت جامعة باريس 8 الجامعة الفرنسية الوحيدة التي وفرت كافة التسهيلات للتواصل مع جامعة الأقصى من حيث تنظيم العديد من اللقاءات مع مختلف إدارات و عمادات و أقسام و محاضري الجامعة عبر تقنية الفيديوكونفيرنس، كذلك قام قسم اللغة الفرنسية بتسهيل تواصل عدد من محاضري الجامعة للتسجيل في برامج الدكتوراة و ما بعد الدكتوراة في هذه الجامعة، و لكن عائق اللغة و إغلاق المعابر حال دون ذلك.
كما استضافت جامعة باريس 8 عام 2013 كل من رئيس الجامعة و النائب الأكاديمي لتوقيع اتفاقية التوأمة و زيارة مرافق الجامعة الفرنسية.
و كانت جامعة الأقصى قد وقعت اتفاقيتين للتعاون مع جامعتين فرنسيتين و هما : جامعة ليون 2 عام 2005، و جامعة ليل 3 عام 2007، إلا أن ظروف الحصار و الانقسام الفلسطيني عرقلت تطبيق هذه الاتفاقيات.
و رغم وجود عدة اقتراحات مع عدة جامعات فرنسية إلا أن هذه الاقتراحات لم تترجم لتوقيع اتفاقيات توأمة. رغم إستفادة قسم اللغة الفرنسية من علاقاتها مع هذه الجامعات مثل منصب أستاذ زائر في جامعة لوهافر الفرنسية للدكتور زياد مدوخ عام 2016.
ثانيا: المنح الجامعية و مشاريع البحث العلمي المقدمة من القنصلية الفرنسية بالقدس
تقدم القنصلية الفرنسية بالقدس كل عام عبر دائرة التعاون الجامعي بالقنصلية مجموعة من المنح لطلبة الماجستير و الدكتوراة، بالإضافة إلى مشاريع بحث علمي مع الجامعات الفرنسية.
أ. منح الماجستير و الدكتوراة[2]: تقدم القنصلية الفرنسية بالقدس عشرات المنح لدراسة الماجستير و الدكتوراة في مختلف التخصصات العلمية و الأدبية و التقنية في الجامعات الفرنسية ضمن شروط معينة، و رغم إغلاق المعابر و صعوبة خروج طلبة قطاع غزة إلا أن القنصلية الفرنسية تخصص من خمسة إلى سبعة منح لطلبة قطاع غزة مع وجود نسبة من طالب إلى اثنين من خريجي قسم اللغة الفرنسية.
ب. برنامج المقدسي[3]: و هو مشروع تعاون بحثي بين محاضرين و باحثين من جامعة فلسطينية و جامعة فرنسية لمدة سنتين يتم فيهما تنفيذ أبحاث مشتركة بين الجانبين و زيارات مشتركة بين المحاضرين و الباحثين للجامعتين الفرنسية و الفلسطينية، و هذا البرنامج بإشراف وزارة التربية و التعليم الفلسطينية التي تتولى اختيار البرامج البحثية و العلمية المميزة بالتعاون مع القنصلية الفرنسية بالقدس.
وقد استفادت جامعة الأقصى من برنامج المقدسي مرتين في عام 2013 و عام 2016 عن طريق مركز علوم الفضاء بالجامعة.
ج. المنح اللغوية و التربوية لطلبة قسم اللغة الفرنسية بجامعة الأقصى:
توفر القنصلية الفرنسية عدد من 2 إلى 3 منح لطلبة المستوى الثالث بقسم اللغة الفرنسية يختارهم القسم من ذوي المستوى المتقدم في اللغة الفرنسية للاستفادة من إقامة تربوية و لغوية لمدة أسبوعين في مركز لغوي و تربوي في إحدى الجامعات الفرنسية خلال فترة الصيف، ولكن إغلاق المعابر في الفترة الأخيرة حال دون استفادة أغلب الطلبة المرشحين لهذه المنح.
د. معيد اللغة العربية في فرنسا:
توفر القنصلية الفرنسية منصب معيد لغة عربية في الثانويات الفرنسية لمدة عام قابل للتجديد لخريجي قسم اللغة الفرنسية بجامعة الأقصى، حيث يعمل المعيد مساعداً لمدرس اللغة العربية في إحدى الثانويات في فرنسا براتب مقطوع.
ثالثا: جمعيات و مؤسسات ناطقة باللغة الفرنسية تدعم التعليم الجامعي في فلسطين
هناك العديد من المؤسسات و الجمعيات الناطقة باللغة الفرنسية التي تدعم التعليم و البحث العلمي، ومنها:
أ. الوكالة الجامعية للفرنكوفونية[4]: و مقرها بيروت بلبنان، وهي وكالة جامعية مختصة بالدراسات الجامعية و دعم مشاريع البحث العلمي و زيارات التبادل الجامعي و دعم بناء مؤسسات التعليم العالي، وهي تتبع للمنظمة العالمية للفرنكوفونية (الدول الناطقة باللغة الفرنسية)، وقد نجح قسم اللغة الفرنسية بضم جامعة الأقصى لهذه الوكالة عام 2011، ورغم عدم انتظام الجامعة بدفع الرسوم السنوية المقررة لهذه الوكالة خصوصاً في الفترة الأخيرة إلا أن جهود قسم اللغة الفرنسية و تواصله الدائم مع الوكالة أثمر عن مشاركة رؤساء جامعة الأقصى في أربعة مؤتمرات خاصة برؤساء جامعات منطقة الشرق الأوسط عقدت في لبنان في الأعوام 2012/2013/2015/2017 ، ممولة من طرف الوكالة، و كذلك مشاركة رئيس القسم في ثلاثة أيام دراسية و مؤتمرات علمية منظمة من طرف الوكالة عامي 2011 و 2013، ومشاركة طلبة القسم بالجامعة سنوياً ولو عن طريق الفيديوكونفيرنس في مسابقة القصة القصيرة باللغة الفرنسية لأقسام اللغة الفرنسية بجامعات الشرق الأوسط، و سفر طالب من القسم إلى رومانيا لتمثيل القسم في مهرجان لتبادل الثقافات عام 2013 عن طريق هذه الوكالة الجامعية.
ب. CICUP: لجنة تنسيق الجامعات الفرنسية للتعاون الجامعي مع فلسطين ، و هي رابطة تنسيقية تضم العديد من أساتذة الجامعات في الجامعات الفرنسية، و تقوم بالتنسيق لتعزيز التعاون الجامعي ما بين الجامعات الفرنسية و الجامعات الفلسطينية، و يتركز أغلب نشاطها في الضفة الغربية و في فرنسا لمساعدة الطلبة الفلسطينيين في التسجيل في الجامعات الفرنسية أو إيجاد مشرف لطالب فلسطيني في فرنسا.
رابعا: آفاق مستقبلية لتعزيز الشراكة و اتفاقيات التوأمة
يمكن استغلال الجو التوافقي في جامعة الأقصى لتعزيز و تطوير العلاقات التي تربط جامعة الأقصى بالجامعات و الشركاء الفرنسيين و استغلال العلاقات المميزة التي تربط قسم اللغة الفرنسية بهذه الجامعات، ومحاولة توقيع إتفاقيات تعاون جديدة, ومنها زيارة القنصل الفرنسي العام لجامعة الأقصى في 17 فبراير 2018 و لقاءاته مع إدارات الجامعة و قسم اللغة الفرنسية بالجامعة , ورغبة القنصلية الفرنسية بتطوير علاقاتها مع الجامعة.
كما يمكن التفكير جدياً في إضافة إما مساقات لغة فرنسية أو فتح تخصصات تحتوي على اللغة الفرنسية بشكل جزئي في برامجها مثل كلية الإعلام و كلية الفنون الجميلة و قسم اللغة الإنجليزية مما يساعد في إظهار اهتمام إدارة الجامعة بتطوير اللغة الفرنسية بالجامعة.
خامسا : الصعوبات و المعيقات الموجودة في تطوير التعاون الجامعي
- الوضع الحالي في قطاع غزة من إغلاق المعابر و صعوبة استقبال محاضري الجامعات الفرنسية وسفر طلبة ومحاضرين من قطاع غزة.
- الانقسام الفلسطيني و عدم وجود تجاوب فرنسي رسمي مع الوضع الحالي في قطاع غزة
- عدم وجود متابعة من بعض إدارات الجامعة للاتفاقيات الموقعة .
- عدم اتقان اللغة الفرنسية من قبل محاضري الجامعة الراغبين في تكملة دراستهم العليا في الجامعات الفرنسية، و التي تشترط هذا الجانب، أو مشاريع بحثية مع محاضرين من جامعات فرنسية.
- إهمال إدارات الجامعة جانب التعاون مع الجامعات الأوروبية من حيث الإبتعاث ومشاريع البحث العلمي.
- عدم وجود كادر كافي بقسم اللغة الفرنسية من أعضاء الهيئة التدريسية لمتابعة هذه الاتفاقيات و التواصل المستمر مع الشركاء الفرنسيين.
خلاصة
يجب تظافر الجهود لتعزيز التعاون الجامعي والبحثي مع الجامعات والمؤسسات الفرنسية والاستفادة من الفرص الموجودة , ومحاولة تذليل الصعوبات والعوائق الموجودة, والتنسيق المستمر بين جميع إدارات وعمادات الجامعة خصوصا مع إنشاء دائرة العلاقات الدولية بالجامعة ودورها في التشبيك مع الجامعات الخارجية.
[1] http://www.univ-paris8.fr/en/
[2] https://jerusalem.consulfrance.org/BOURSES-SCOLAIRES-2017-2018
[3] https://www.mohe.pna.ps/International-Units/almaqdisi
[4] https://www.auf.org/moyen-orient/