ديباجة المؤتمر:
يشهد العصر الحديث تغيرات متزايدةَ ومتسارعة لظاهرة الهجرة بمختلف أنواعها ومقاصدها، ودوافعها، والتي تنطوي على عملية التنقل الاجتماعي الفردي والجماعي ما بين المجتمعات، حيث تُعتبر الهجرة أحد أشكال انتقال السكان من أرض المكان الأصلي" بلد المنشأ" أو مكان المغادرة إلى أخرى تدعى مكان الوصول " بلد المقصد" وما ترتب عن ذلك من تزايد أعداد المهاجرين لتصبح جزءاَ لا يتجزأ من عملية التكامل العالمي، في ظل العولمة وتحدياتها، وأصبحت أنماط الهجرة تعبّر عن مختلف التغيرات التي طرأت على العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية بين دول العالم، كما أضحت ظاهرة الهجرة من أهم المفاهيم المعرفية والبحثية، السوسيولوجية للهجرة، وما تبعها من مفاهيم ذات الدلالة والعلاقة، ومن بينها: الاندماج والاستيعاب والمواطنة والتكيف .
كما أن هناك تبعات قانونية والتزامات سيادية لدول المقصد في نمط التعامل مع قضايا الهجرة واللجوء بما تكفله القوانين الدولية، والمحلية ، وخاصة مع التزايد الكبير لأعداد المهاجرين إلى دول اللجوء في منطقة حوض المتوسط وشمال إفريقيا، لاسيما بعد ما شهدته أحداث الربيع العربي، من انعكاسات عميقة على الدول ، ورأس المال البشري وخاصة شريحة الشباب وما ترتبت عليه من حالة الإحباط وفقد حالة الأمن الإنساني ، لذلك انبثقت فكرة تنظيم مؤتمر علمي دولي يروم دراسة واقع هجرة رأس المال البشري في ضوء الواقع ورهانات المستقبل ، وذلك من أجل التعرف على الانعكاسات والآثار التي خلفتها هذه الظاهرة من أجل توطين المعرفة لتحقيق التنمية المستدامة في المجتمعات، وتعزيز المبادرات الوطنية والدولية الرامية لتوظيف التوجهات الالمية الحديثة في تمكين الشباب واستشراف رهانات هذه الظاهرة في المستقبل.